الجمعة، 21 يونيو 2013

من الشجاعه ان تهرب عن احزانك وهي عالقه فيك ..!!




نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة















في احد احياء جونيا الشهيره المطله على البحر في لبنان وقفت ((ساره)) عندها كثيرن ... ترى كيف يتدرج الموج من فوق الصخور .. الشامخه ..
على سرعات امواجها فهي واقفه .. ووقفت ((ساره في ثبات اكثــر عندما استمدت من قوة الصخور عزمها ان ترحل هاربه عن اجواء ..الفراق الذي حل بها في سنة 2002 عندما توقفت كثيرن امام هذي السنه ولم ترى مايتجدد في حياتها سوى هذا الفراق المــر .. الذي ذهب من اعماق جوفها دون ادراك ..!!
او وعــي دون شعور اوخوف من الصدمه فقط خطف الموت امهااا دون مقدمات ... لكي لا تتنفس ... فعندما رحلت امهاا كانت هي الاقرب من كل سنه مرت ... ولكنها رحلت وكفــى ...!!
مسحت با اطراف كمهاا الطويل دمعها المنحدر على خديهااا واستدارت حيث رمت القيود خلفهاا في البحر ...وعزمت ان تخطي خطوه الى الحاضر الغد فقط كفى.. مارحل منهاا وهي حبيسة هذاا الحزن ..
فكرر في مسمعهااا قول شخص رأتــــه مرى في احدى مطاعم لبنان الشهيره ((مهنا)) عندما وقفت عند باب المطعم ولم تستطيع الدخول ...وكان وجه اختها منفعل لتقنعهاا ان تدخل ولكنها رفضت لان في يوم من الايام ... كانت معها امها هنااا تشتهي طبق ((الصنوبر با اللبنه والحلوم بالفخار )) وكانت هي من تطلب لها دائمــ !! فتذكرتهاا وبكت امام باب المطعمــ ولم تستطيع الدخول ...!!
ووقف شخص يسلم مفتاح سيارته للنادل الواقف امام الباب ولم يستطيع الدخول لان كلا الاختين مندمجين في الكلامــ وقف لترحل الاخت وتترك ساره وحيده ...!!
لتهرب با اقدامها سريعه نحو بهو المطعم الخارجي قريب من السلطان ابراهيمــ رجعت ساره لتكون قريب من السياره ورجع الاخ وهو يرى انها تبكي .. دون شعور .. فقط استدارت عنه وهي تمسحه دمعهاا
((ليقول لاتقف الدنياا على حزن احد فاأناا الان امامك احمل من الحزن مالايستطيع حمله بشر.. فلا تحزني من شي كتبه الله لنا ))
... فلم تتحرك ساره وكان هو خلفها ورحل ...!!
وظلت بعدهااا تتذكر كيف يعيش هذا وهو في قمة حزنه وانا مت من رحلت امي عني هل لو علمت امــي ستفرح مني..؟؟ بل ستبكي علي وتحزن ..
وعقدت صفقه مع نفسها ان تتذكر امها دائمــ وان تعيش بدونهاا للاجمل ... فهربت من وشاح الحزن الى المقدمه ...!!




تجددت ((ساره)) وكانت كما تتمنى امها اجمل فتاه وارقى بنت على وجه الارض كما كانت تقول امها ...!!
فهربت من كل شي الى النسيان فكانت تهرب من كل الاماكن المحزنه ومن الذكرى ومن كل شي يجمعهااا بالحنين الى الماضي ..
حتى من امهااا كانت كل ماتتخيلهااا تستغفر وتنام هاربه ام تضيع وقتهاا بالعبث في المجلات لكي تلهي مخيلتهااا بالجديد ..!!
جلست في فندق ((فنيسيا)) مع اهلهاا وفي ذات ليله صاح جرس الانذار ليل في الساعه 2 فهرب الجميع وساره معهم واحتشدواا اهل الفندق والاغلبيه من الخليج
امااا بوابة الفندق الخارجي ومن ضمن الزحامــ وقع نظرهااا خلسه الى رجل ليقول والدي العجوز هناك .. وصوته كان عالي وكان يريد الدخول ولكن الابواب مغلقه ..!!
وكان احد اصدقائه يناديه با اسمه يا ((راشد )) ابوك هنا لا تخاف ...
وكان سبب الاحتراق هو سلندر في احد المطابخ مما سبب الدخان في بهو الفندق قليل وكان علينا الانتظار ..
جلست ساره تنظر كانها رأت هذا الشخص الذ مع ابيه من قبل .. نعم هو هذا الذي حدثنـــي في مطعم مهنا هو... هذا الصوت الذي اخترق ضعفي .. واخترق فضولي فما هو الحزن الذي يهلك راشد وهو بهذا الشموخ ..!!


رحلت هذي الليله وساره غارقه في التفكير ماهو هذا الحزن الذي يسكن هذا الشخص .. فجميل ان التهي به كيف اعرف مابه وكي اغرق في التفكير بغير حزني ..!!
حضر الصبح .. وكان جميل للغايــه افاقت ساره للخروج .. وكانت كلها نشاط فتمنت ان ترى راشد فقط لماذا وما السبب لا تعلم ...
فا انتظرت امام الرسبشن حتى تترك طلب ان يرتبون غرفتها اليوم .. فقد كانت البارح غير مرتبه .. ورحلت امام باب الفندق رأت هذا العجوز ... ينتظر ... وقفت ساره ..
لترى اين راشد ...ولكنه لم يحضر فقط كان العجوز ينتظر بشفقه وكان هناك شخص يجري اتصال وينفعل ...!! وهذا العجوز كثير التمته كا انهوا يستغفر الله ..
وقفت ساره لتستمع ليقول يبه راشدد في المستشفى طيب واليوم بنروح له العصر لان الحين مافي فايده من مراحنا صوبه .. فرفع يده العجوز ليقول الحمد الله وبكى
وقفت ساره في صدمه عجيبه ماعليها ان تفعل فقط احزنها هذا الوضع وكفــــــــى هربت وتركت مشوارهاا فكل ماتتذكره بكى هذا العجوز وجلست تكرر معه الحمد الله وهي لا تعلم ماذا به راشد ...


رجعت من جديد وكانت في 3 ايام لم ترى احد تعرفه من هؤلاء لا الشخص المنفعل ولا الاب العجوز ....؟؟ ياترى اين هم واين رحلوا وماذا حل بهمــ..!!
جلست تتحدث مع احد الموظفين بالفندق عن رجل عجوز مسن حتى وقال ابو راشد .. وقالت بسرعه نعم نعم انه هو ووصفته اكثــر حتى قال نعم ماذا به ..!!
قالت اين هو واين ذهبوااا ... فقال ان ابنه مريض وسقط ليل ورحل المشفى .. ولا نعلم ماذا حل به ولكن ابوه هنا واخاه فهم يرحلون كل صباح اليه ...
فقالت هل تعلم اي مشفى وقال ساأقول للنادل الذي يقف عند الباب فهو من يعلم لان كل صبح يطلب لهم الاجره ... لتوصلهم اليه ...فقالت انا بالانتظار ...
فرجع ليقول انه في مستشفى رفيق الحريري الجامعي فا اخذت اسمه ورحلت ...!!


وعندما حضر ليل من الليالي اخذ في فكرهاا خطــه ان ترسل له باقه وتتحمد له بالسلامه ..وتكتب له كلمتين قريبه من الذي نطقهاا لها في يوم من الايام ..عل وعسى ان يستمد منهاا قواه كما استمدت من كلامه القوه وهربت من حزنها لتفكر بحزنــه ..
ذهبت وكانت تسأل حتى وقفت عند الطابق 2 وقالت راشد ابن فلان هنا في اي غرفه وكيف حاله . وجاء الرد كا الصاعقه فقط انه تحت رحمة الله لانه مصاب بسرطان الكبد... وينتظرون ان يرحل الى امريكاا للعلاج لحين يتوفر تقارير علاجه من الدوله ...
اصبحت كل ممرات المشفى ضيقه وغاب كل شي حتى الفكر فهذا هو مرض امي .. الذي فارقتني بسببه يا الله كيف يحصل هذااا ... فبكت وهي لا تشعر بصوت الممرضه ان تطلب منها الجلوس والهدوء وهربت وهي ترمي بالورد خارج حديقة المشفى ...


تمالكت نفسها واستغفرت الله كثير وجلست تفكر كيف هو هكذا يذهب ويرحل ويسافر وهذا المرض كان فيه وكيف هو الذي راى حزنها وشرح حزنه با اختصار وهو يبتسم ..!!
فقررت ان تبحث عن طريقه تصل اليه هذا الشعور فقط لتقول له كنت شخص لفتره بسيطه في حياتي انجز شي لي وكان حزنك هو عالم جديد هربت الى التفكير فيه عن حزني في فقدان امي ... والصدمه انك تحمل نفس مرض امي ...!!


فقررت ان تكتب له رساله في باقة ورد بيضااء فكتبت مايلي
((راشد كنت انتظر قوه تعطيني دفعه الى الامام فكل من حولي يرى حزني ويهرب وكانوا الجميع لايحزنون امامي كنت ارى ان الوحيده الغارقه حتى حضرت انت غارق في بحر ولكنك معلق في لوح امامي وتتنفس .. فكنت شجاع وبحثت عنك ولكني علمت انك تحمل مرض استطيع ان اقول انه قاتل ولكنه .. من الله لانك قلت لي كيف احزن والله كتب لنا هذا الحزن ))
انا حزينه الان واتمنى ان تعيش وتعلم اني اشكرك على هذي الكلمه فقط كنت محتاجه لمثلك ولكنك الان محتاجه لمثلي فهل تتقبلني ان اكون زائر يسأل عنك في خفيه ))


دخلت الممرضه بالباقه كما طلبت ساره ... ونظر راشد اليهااا وطاولته الورقه وقالت انها من فتاة تسأل عنه للمره الثانيه ..فقرأ راشد وهو في صمت ولم يرد عليها بكلمه فخرجت الممرضه منه وهي لم تسمع منه شي واحد لتخبر ساره انه قرأ الرساله ولم ينطق ...!!


فقررت ساره ان ترحل ولكن جرس غرفة راشد يرن وقفت لترى ماتخرج به الممرضه فا انتظرت كثير خارج ... وعندما دخلت الممرضه الى راشد .. رأته يكتب في ورقة
ساره ...فغلف الورقه بكيس فاين وقال هل هي خارج .. قالت نعم قال اعطيها هذي الورقه ...


وكان كاتب فيهااا (( الحزن لا يعني لي شي .. انا فقط اعظم من حزنك ... هل علمت لماذا لاني ارى كل ليله هي الاخيره .. فلهذا لا يعني الحزن لمثلي شي واعيش كل ليله كما اريد ... فاأن مت فهذا ليس جديد فهو لي .. بالمرصاد ولك .. ولكن الفرق انا اموت من مرض .. وانتي تموتين حيه فلا تحزني .. ولا تنظري الي من خلف بابي كي لاتحزني ثانيه فيكفيك امك التي رحلت .. فهل تريدين ان ارحل وتحزني ... اتركيني لا اعلم من انتي ويكفيك ماعلمتيه عني .. وشكرن على باقة الورد فهذا اجمل ماتلقيته هنااا ))




فرحلت ساره غارقه بدموعه فكل ماخطه راشد كان مؤلم نعم هي لا تريد ان تتعلق بشخص يموت .. فكفاها امهااا هربت هربت حتى رمت نفسهااا في احد السكيك ..
وكانت تتنفس بشده وافاقت ان لا تعلق قلبها با امره فكفاها حزن ...
وقررت ان تحجز اقرب رحله الى بلدها لتهرب .. وهربت بالفعل ... وهي تسألأ في كل ليله تمر ذكرى امها ياتــــــــــــرى كيف حال راشد ؟؟؟؟!!